الأحد، 3 أبريل 2016

استراتيجيات لإنهاء الحصة الدرسية

لكل بداية ناجحة نهاية ناجحة أيضاً، والمعلم الخبير تنتهي حصته مع انتهاء الوقت المقررلها، حيث يُحضر لها مسبقاً استراتيجيات عمل حسب الموضوع وإمكانيات الطلبة والموارد المتاحة، فلا يرن جرس الحصة إلا والمعلم قد أنهى عمله فيها مستعداً للمغادرة، وكما نعلم لا توجد حصتان متشابهتان تماماً؛ فكل حصة لها إيقاعها الخاص بما يتناسب مع موضوعها ومحتواها، ولكن يجب أن تنتهي كل حصة عند نقطة معينة، فبعض الحصص من الأفضل أن تنتهي مثلما تنتهي بعض الكتب التي يعد فيها الكاتب بأن البقية تتبع، حيث لا تكون غطت الحصة جميع أفكار ومفاهيم الموضوع المطروح في الحصة، بينما هناك حصص من الأفضل أن تنتهي بغلق معين ونهاية تساعد الطلاب في مراجعة الخبرة الحديثة التي اكتسبوها.
وهنا يمكن الاستعانة بهذ الاستراتيجيات:

استراتيجية الجمل المعبرة عن نتاج
ucBzsz
تستخدم عندما يكون إدراك الطالب لمجموعة من المفاهيم مُهماً لدرس اليوم بشكل خاص. وتكون على شكل جمل يكتبها الطالب بعد التأمل  في الدرس أو تجربة ما. تبدأ بعبارات مثل … تعلمت … دهشت… بدأت أتساءل. والغرض منها: أن تُساعد الطالب على تكوين تعلم ذي معنى… وأن تُساعدهم كذلك على اكتساب عادة التعلم عن طريق الخبرات.
استراتيجية اختبار المراجعة

وتسمى أيضاً هذه الاستراتيجية بـ “التقويم الختامي” وفيها يسأل المعلم سلسلة من الأسئلة حول المادة التي تم شرحها، ويكتب الطلاب جواباً لكل سؤال، بعد ذلك يُعلن المعلم الإجابة الصحيحة إما شفوياً أو كتابةً بعد كل سؤال. وهنا الغرض منها هو أن يُراجع جميع الطلبة المادة الدراسية، وأن يُصححوا أخطاءهم. كما تهدف هذه الاستراتيجية الى تزويد الطلبة بخبرات ناجحة في عملهم المدرسي.
كما يُمكن استخدام اختبار المراجعة في بداية الدرس لمراجعة الدرس السابق، أيضاً يُمكن استخدامها في منتصف الحصة. لمعرفة أين وصل الطلاب في سير تفكيرهم.

استراتيجية مراجعة الأداء المفضل والأداء الذي يحتاج الى تحسين
وهي مراجعة الطلاب لسلوكهم الجديد، موضحين الأشياء التي أحبوها فيه، وما يمكن عمله بشكل مختلف في وقت آخر. والغرض منها: أن يتعلم الطلاب كيف يُراجعون ويُقيمون أعمالهم بشكل بَناء وبذهن متفتح.
ويتم  تطبيقها بطلب المعلم من الطلاب أن يفكروا بما فعلوه أو لم يفعلوه في الحصة، ويكتبوا جملاً مثل: “أحببت الطريقة التي عبرت بها عن نفسي”. ومن المفيد أن نؤكد على الطلاب أن يكتبوا أي شيء قد يفعلونه بشكل مختلف في المرة القادمة. والغرض الرئيسي منها هو أن نُوَفر للطلاب التدرب على مراجعة خبراتهم بشكل بناء وبتفكير عميق، لأنه يحرك لدى الطلاب مواهبهم وتقديرهم لأنفسهم بشكل أفضل، ويذكرهم أيضًا انهم ليسوا بحاجة لأن يعيدوا الممارسات الماضية وهم قادرين على العيش والتعلم، معدلين سلوكهم بعقلانية وتعقل.

استراتيجية بطاقات الأفكار والمشاعر
ملاحظات ويقوم الطلاب بإعدادها دون أن يذكروا أسماءهم بالعادة تتعلق بأفكارهم أو مشاعرهم الشخصية الموجودة حالياً بوعيهم وإدراكهم. لتعزيز الوعي الذاتي السليم لدى الطلاب وأيضاً عندما يتبادل الطلاب ملاحظاتهم بهدف بناء علاقات بين المجموعات تقوم على الاحترام، وأحد شروط نجاح هذه الاستراتيجية توفر مناخ صفي يشعر الطالب به بالطمأنينة حتى يكتب مشاعر وأفكار صادقة.
أهداف الإستراتيجية:
  1. يساعد الطلاب على التعلم الفروق بين الفكرة والشعور.
  2. توفر الفرصة الآمنة للطلاب التنفيس عن مشاعرهم.
  3. تعزيز الوعي الذاتي والقبول الذاتي لدى الطالب، حيث أنه إذا تم استخدامها من وقت إلى آخر بمعدل مرة كل 3 أو 4 أسابيع.

استراتيجيات بدء الحصة

تُعد بداية الحصة “الدرس” من أهم عوامل نجاحها، وسبباً رئيساً لالتزام الطلبة، وفهمهم الدرس، ولابد من التذكير بأنه ليس من الحكمة البدء بالدرس بدون تحضير المعلم المسبق لمحتوى الدرس والاستراتيجيات والمصادر التعليمية اللازمة، ومن الضروري تهيئة الطلبة لبدء الحصة، كحضور المعلم بابتسامة طبيعية مع بداية وقت الحصة وبدون تأخير، وهناك العديد من الطرق الفاعلة التي يمكن أن نبدأ الدرس بها،  ومن أسهلها استراتيجية التصويت، والتي وتتضمن وبكل بساطة طرح أسئلة يستطيع الطلاب الإجابة عليها برفع أيديهم إلى الأعلى، وأسئلة هذا النوع تمهد السبيل للسير في الحصة وتكسر الجمود، كما تشد الانتباه… مثل: “كم واحد منكم كان يومهم جيداً؟”، أو “كم واحد منكم يتذكر أين توقفنا في الدرس السابق؟”
وفيما يلي  خمسة استراتيجيات لبدء الحصة:
استراتيجية الاتفاق على الدرس
يقوم المعلم هنا بوصف موجز للخطة الدرسية من خلال عرض النتاجات للطلاب وآلية العمل، توحي هذه الطريقة بأخذ موافقة الطلاب على بداية الدرس وطريقة عرضه، والغرض منها أن نجعل التعاون الطلابي يرتفع ليصل الى أقصى حد، فالطالب يحس هنا بأهميته أن المعلم يشاركه الاتفاق على خطة سير الدرس، وهي تناسب الطلبة الأكبر سناً لمراعاتها عوامل النمو النفسي لديهم بحبهم المشاركة وإبداء الرأي.
استراتيجية الاتفاق على الدرس تتم من خلال طلب الموافقة على خطة الدرس (كتابياً أو شفهياً)، وهي تشبه ما تطلق عليه مادلين هنتر “Madeline Hunter” اسم “التهيئة الحافزة” وكلا الاستراتيجيتين تجعلان الطلاب ينظرون بشوق إلى الدرس، بسبب شعور الطلاب بالدعوة لقبول الخطة المعروضة عليهم. كما أن الاستفسار من الطلاب إن كانت هذه الخطة مناسبة لهم هو بالطبع دعوة لهم ليصبحوا مشاركين في العمل القادم وذلك بإنهاء المقدمة بسؤال “جاهزين؟”، “لنبدأ؟”، “هل عند أحدكم أي استفسار قبل البدء؟”… وهكذا.

استراتيجية العمل الفوري
وهي عمل يقوم به الطلاب فور دخولهم الصف، والغرض منها أن تجعل الطلاب يشاركون بشكل منتج منذ بداية الحصة. وتتضمن المهام “الأعمال” التي تناسب الحصة ما يلي:
  • الكتابة في دفاترهم ربما كإجابة سؤال أو جملة لهذا اليوم معروضة على السبورة أو الجدار.
  • حل مسائل مكتوبة على السبورة.
  • الجلوس في مجموعات ثنائية وتصحيح النشاط المنزلي لبعضهم بعضاً.
  • بدء العمل على المهام الفردية وأوراق العمل أو أنشطة ركن التعلم.
إن الفكرة من هذه الاستراتيجية هي إيجاد عمل فوري للطلاب بقصد عدم ضياع وقتهم، أو استنزاف طاقاتهم وحيويتهم بانتظار الأنشطة التي ستجري في الصف فيما بعد، وهذه الاستراتيجية أيضاً توفر لك الوقت للقيام بمهام إعداد المواد اللازمة لدرسك وتفقد الحضور  والتشاور مع الطلاب بشكل فردي .

استراتيجية الأسئلة الحافزة
وهي أسئلة يطرحها المعلم بداية الحصة تشد انتباه الطلاب وتثير تفكيرهم، هدفها أن تثير اهتمام الطلاب في درس من الدروس وتشد انتباههم، إذ أن استثارة الطلاب وميولهم تُؤمن سير الدرس بشكل أكثر سهولة، وهذه بعض الأمثلة الدالة على الأسئلة المحفزة:
  • “درس الثدييات”: هل تستطيع أن تسمي حيواناً يَحمِل صغاره لأكثر من عام قبل أن يلد؟
  • ماذا تعرف عن الأسباب التي أدت إلى اشتعال الحرب العالمية الأولى؟
وهذه الاستراتيجية تحفز الطلاب في أغلب الأحيان ليكونوا مستعدين للخوض في غمارالموضوع، والبحث عن المعلومة.

استراتيجية الدعوة لتبادل خبر جديد أو حسن
تكون عن طريق دعوة المعلم الطلاب لتبادل الحديث عن أحداث جديدة أو حسنة حدثت في حياتهم، خلال الفترة السابقة مثل عطلة الصيف، أو عطلة نهاية الأسبوع، وبها يتم شد انتباه الطلاب وبناء مناخ اجتماعي سليم في الصف، وإن تطبيق هذه الاستراتيجية لأول مرة مع الطلاب في العادة يكون في بداية العام الدراسي بالتعرف عليهم، وسؤالهم عن الوقت الذي قضوه في العطلة، عادة لابد من أن نقدم المساعدة لطلابنا بإعطائهم بعض التلميحات فعلى سبيل المثال اطرح السؤال التالي : “من منكم قضى يوماً هادئاً بالأمس؟”، “كم واحد منكم حصل على مديح خلال هذا الأسبوع؟”…   ويجب أن نتقبل ما يقوله الطلاب بكل صدر رحب : بل وأن نمدحهم على ذلك وندعمهم مثلا بقول “شكراً لك على انك أخبرتنا بذلك”.
والخلاصة هنا: أن هذه الاستراتيجية ليست لإثارة قضايا للنقاش، مع أنه من الحِكمة أحياناً إتاحة الفرصة لظهور المناقشات. بل هي لإعطاء الطلاب لحظات قليلة لتبادل الأحداث المثيرة  كما تتيح هذه الاستراتيجية الفرصة للطلاب غير اللامعين في المجالات التعليمية للتحدث عن المجالات الأخرى  في حياتهم. كما أنها توفر فرصة احترام الطلاب بعضهم بعضاً بشكل أعمق وأوسع في الصف.

استراتيجية التذكير بالمجازفة “المغامرة”
وهنا يقوم المعلم بتذكير الطلاب بأن التعلم غالباً مجازفات “مغامرات” مع بعض التشجيع للنظر في المجازفة في الصف هذا اليوم والتي تكون عبارة عن أسئلة عالية المستوى للتحدي، وبها يتم تشجيع الطلاب على التوسع إلى ما وراء نطاق التعلَم السهل، كما أن تحدي الطلاب بأسئلة قوية نوعاً ما تجبرهم على التفكير والسرعة في الرد، وتعتبر هذه الاستراتيجية  طريقة لاستجماع القوى ثم  تحقيق الهدف المراد، ويمكن أن تستخدم هذه الاستراتيجية في المناقشات لتشجيع الطلاب على الوصول الى معارف جديدة:  فبدلاً من أن نسأل عن الطلاب الراغبين في إعطاء إجاباتهم  (مَن يعرف جواب … ؟) نسأل (كم واحد يعرف جواب … ؟)، وغالباً ما تُستخدم استراتيجية التليين الى جانب استراتيجية التذكير بالمجازفة.
وفي النهاية يجب أن نتذكر سوية أن الحصة الجيدة لابد أن تكون ذات بداية جيدة.